الجمعة، 26 مايو 2017

شرعنة قناة الجزيرة للعمليات الإرهابية المتطرفة.

في كل حادثة إرهابية تقوم بها الجماعات المتطرفة، سواء كانت لاغتيال رجال الأمن، أو العدوان على الجيش المصري، أو العدوان على الكنائس النصرانية المصرية نجد قناة الجزيرة تقف إلى جنب المجرمين المتطرفين، وتشرع لهذه الجماعات الإرهابية بقولها: السبب في هذه الجرائم هو  الاستبداد!!
السسب هو الظلم.
السبب هو الخروج على الشرعية والثورة!!
وكلما خرج متحاور مع مذيعي قناة الجزيرة يصرخ المذيع مرددا النَّفَسَ الإرهابي:
 أليس السبب هو الاستبداد!!، أليس ... أليست....  الخ  الأسطوانة المشروخة.
وفي الحقيقة فإن هذا المنطق الذي تتحدث به قناة الجزيرة هو تشريع للإرهاب والتطرف، وهو منطق إرهابي متكامل الأركان، لا يقل عن إرهاب تنظيم داعش.
فإنه بعد التسليم لكل الذرائع التي تدعيها قناة الجزيرة فإن الاستبداد لا يعدو أن يكون سببا من أسباب العملية الإرهابية، أما المباشر والمنفذ للعملية الإرهابية فهو الجماعات المتطرفة، وليست الحكومة المصرية، والأجدر بقناة الجزيرة أن تلقي اللوم وتندد بنفس العمل الجنائي المتطرف!!  فباتفاق عقلاء بني آدم؛ فإن اجتماع السبب مع المباشر في العملية الجنائية يلقي بالعقوبة على المباشر وليس المتسبب، إلا عند غلاة المتطرفين من البشر الموغلين في نظرية التسبب كقناة الجزيرة المسيسة.
ولو جرينا مع قناة الجزيرة في هذا المنطق فإن قناة الجزيرة تصير مشاركة في هذه العمليات الإرهابية لأنها تسببت من خلال الشحن والأخبار المكذوبة الملفقة، ومن خلال الذرائع التي تقدمها للمعجبين بها.
ولو سلّمنا جدلا أن الحكومة المتسببة تعتبر مشاركة في العملية الإرهابية، فإن هذه المشاركة لا تُحِلُّ أن يعاقب الأبرياء من الأطفال والنساء ومن ليس له ذنب.
لكن قناة الجزيرة تشرع  ذلك كله، وتلقي باللائمة على المتسبب دون المباشر، وتشرع قتل البريء للانتقام من الاستبداد، وتشرع للمتطرف أن يرفع صوته قائلا:
وفروا لي وظيفة أو أقتل أبناءكم!!
ارفعوا عني مظلمتي أو أقتل أبناءكم!!
ادفعوا لي راتبا عادلا أو أقتل أبناءكم!!
وفروا سعرا عادلا للخبز أو أقتل أبناءكم!!
بل كل من ظن أنه وقع عليه الاستبداد يمكنه أن يفعل ذلك!
يا أيها المتطرف !! ويا قناة الجزيرة.
إذا كانت الحكومة مستبدة ، فما ذنب هؤلاء الأطفال، وما ذنب أولئك النسوة، وما ذنب أولئك الرجال؟!
أما الشريعة الإسلامية فلا تحل شيئا من هذه العمليات المتطرفة، لاتفاق أهل السنة أنه لا يجني جانٍ إلا على نفسه، قال الله تعالى : (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) [ سورة الأنعام:164]
ولاتفاق أهل السنة والمذاهب الأربعة أن ظلم السلطة واستئثارها لا يُحِلُّ مقاتلة الدولة للنصوص والأحاديث المتواترة الناهية عن مقاتلة السلطة، كقول النبي صلى الله عليه وسلم : " عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرَةٍ عليك" ، وعن أسيد بن حضير رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار خلا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ فقال: إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض " ، وعن علقمة بن وائل الحضرمي، عن أبيه،قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله! أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم قال: اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم "